فصل: أبواب في مناقب أبناء العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


  باب في جماعة من النساء رضي الله عنهم

15443- عن قيلة بنت مخرمة قالت‏:‏ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه بعض الصلاة، فلما قضى الصلاة قمت ونظر إلي - وكانت امرأة طويلة - فقال‏:‏ ‏"‏إن كان ابن هذه ليقاتل من وراء الحاجز‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ والله إن كان لكذلك يا رسول الله، ولكنه مات‏.‏ قالت‏:‏ اكتب لي كتاباً، قالت‏:‏ ومعي ثلاث بنات، فكتب‏:‏ ‏"‏من محمد رسول الله لقبيلة والنسوة الثلاث، لا يظلمن حقاً ولا يستكرهن على نكاح، وكل مؤمن ومسلم لي ولهن ناصر، وأحسن ولا تسئن‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه رجل لم يسم، وبقية رجاله ثقات‏.‏

15444- وعن جمرة بنت عبد الله اليربوعي قالت‏:‏ ذهب بي أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعدما وردت على أبي الإبل فقال‏:‏ يا رسول الله ادع الله لبنتي بالبركة، قالت‏:‏ فأجلسني النبي صلى الله عليه وسلم في حجره، ووضع يده على رأسي ودعا لي بالبركة‏.‏

رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف‏.‏

15445- قال الطبراني‏:‏ التوأمة بنت أمية بن خلف لها ذكر ولا حديث لها‏.‏

15446- قال عبد الله بن ‏[‏عبد‏]‏ الحكم بن أبي زياد‏:‏

صالح مولى التوأمة وهي بنت أمية بن خلف‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

15447- قال الطبراني‏:‏ تميمة بنت وهب وهي التي طلقها رفاعة بنت سموأل لها ذكر ولا حديث لها‏.‏

15448- وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال‏:‏ شرحبيل بن حسنة، إنما حسنة أمه، وكانت ممن هاجر إلى أرض الحشبة‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

15449- قال الطبراني‏:‏ ذفرة أم ولد أذينة، يقال لها‏:‏ صحبة‏.‏

15450- وقال‏:‏ رائطة بنت منبه بن الحجاج السهمي أم عبد الله بن عمرو بن العاص‏.‏

15451- وقال‏:‏ سفانة بنت حاتم أخت عدي بن حاتم‏.‏

15452- وقال‏:‏ السوداء بنت خلف بن ضرار بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب‏.‏

15453- وقال‏:‏ شيماء بنت الحارث بن عبد العزى بن رفاعة أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة‏.‏

15454- وقال‏:‏ ليلى بنت أبي حثمة بن حذيفة بن غانم بن عبد الله بن

عبيد بن هويج بن عدي بن كعب أم عبد الله بن عامر بن ربيعة من المهاجرات‏.‏

قلت‏:‏ حديثها في الهجرة إلى الحبشة‏.‏

15455- وقال‏:‏ أم أسيد الأنصارية‏.‏

15456- وقال‏:‏ أم عبد الله بنت الحارث بن قديد الهذلية أم عبد الله بن مسعود، فرض لها عمر في أخذ النساء من الغنيمة‏.‏

 بابان في مناقب حمزة والعباس رضي الله عنهما

  باب ما جاء في فضل حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنه

15457- عن العباس قال‏:‏ تزوج عبد المطلب هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة فولدت له حمزة وصفية‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف‏.‏

15458- وعن عروة في تسمية من شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ حمزة بن عبد المطلب‏.‏

رواه الطبراني مرسلاً وإسناده حسن‏.‏

15459- وعن ابن شهاب في تسمية من شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ حمزة بن عبد المطلب بن عبد مناف‏.‏

رواه الطبراني مرسلاً ورجاله ثقات‏.‏

15460- وعن محمد بن كعب القرظي قال‏:‏ كان إسلام حمزة رضي الله عنه حمية، وكان يخرج من الحرم فيصطاد، فإذا رجع مر بمجلس قريش، وكانوا يجلسون عند الصفا والمروة، فيمر بهم فيقول‏:‏ رميت كذا وكذا وصنعت كذا وكذا، ثم ينطلق إلى منزله‏.‏ فأقبل من رميه ذات يوم فلقيته امرأة فقالت‏:‏ يا أبا عمارة، ماذا لقي ابن أخيك من أبي جهل بن هشام، شتمه وتناوله وفعل ‏[‏به‏]‏ وفعل، فقال‏:‏ هل رآه أحد‏؟‏ قالت‏:‏ إي والله لقد رآه ناس، فأقبل حتى انتهى إلى ذلك المجلس عند الصفا والمروة، فإذا هم جلوس وأبو جهل فيهم، فاتكأ على قوسه وقال‏:‏ رميت كذا وكذا وفعلت كذا وكذا، ثم جمع يديه بالقوس فضرب بها بين أذني أبي جهل فدق سنتها، ثم قال‏:‏ خذها بالقوس وأخرى بالسيف، أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه جاء بالحق من عند الله، قالوا‏:‏ يا أبا عمارة إنه سب آلهتنا، وإن كنت أنت وأنت أفضل منه ما أقررناك وذاك، وما كنت يا أبا عمارة فاحشاً‏.‏

رواه الطبراني مرسلاً ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15461- وعن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس بن شريق حليف بني زهرة، أن أبا جهل اعترض لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفا فآذاه، وكان حمزة رضي الله عنه صاحب قنص وصيد، وكان يومئذ في قنصه، فلما رجع قالت له امرأته - وكانت قد رأت ما صنع أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وسلم - ‏:‏ يا أبا عمارة لو رأيت ما صنع - تعني أبا جهل - بابن أخيك‏!‏ فغضب حمزة، ومضى كما هو قبل أن يدخل بيته، وهو معلق قوسه في عنقه حتى دخل المسجد فوجد أبا جهل في مجلس من مجالس قريش

فلم يكلمه حتى علا رأسه بقوسه فشجه، فقام رجال من قريش إلى حمزة يمسكونه عنه، فقال حمزة‏:‏ ديني دين محمد، أشهد أنه رسول الله، فوالله لا أنثني عن ذلك فامنعوني من ذلك إن كنتم صادقين‏.‏ فلما أسلم حمزة عز به رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون، وثبت لهم بعض أمرهم، وهابت قريش وعلموا أن حمزة رضي الله عنه سيمنعه‏.‏

رواه الطبراني مرسلاً ورجاله ثقات‏.‏

15462- وعن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏والذي نفسي بيده، إنه لمكتوب عند الله في السماء السابعة‏:‏ حمزة أسد الله وأسد رسوله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ويحيى وأبوه لم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

15463- عن عمير بن إسحاق قال‏:‏ كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول‏:‏ أنا أسد الله وأسد رسوله‏.‏

رواه الطبراني ورجاله إلى قائله رجال الصحيح‏.‏

15464- وعن علي - يعني ابن أبي طالب - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه علي بن الحزور وهو متروك‏.‏

15465- وعن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أفضل الشهداء عند الله حمزة بن عبد المطلب‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه حكيم بن زيد، قال الأزدي‏:‏ فيه نظر، وبقية رجاله وثقوا‏.‏

15466- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه ضعف‏.‏

  باب ما جاء في العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن جمع معه من ولده

15467- عن محمد بن إسحاق قال‏:‏ العباس بن عبد المطلب يكنى أبا الفضل، وأمه نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عبد مناف بن عمرو بن عامر بن زيد بن عبد مناة بن عامر بن سعد بن الخزرج بن تيم اللات بن نمر بن قاسط بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان‏.‏

رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات‏.‏

15468- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب للعباس‏:‏ أسلم فوالله لأن تسلم أحب إلي من أن يسلم الخطاب وما ذاك إلا لأنه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم يكن لك سبقك‏.‏

رواه البزار وفيه عبد العزيز بن أبان وهو متروك‏.‏

15469- وعن أبي رافع أنه بشر النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام العباس، فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن‏.‏

15470- وعن سعد بن أبي وقاص قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس‏:‏

‏"‏هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفاً وأوصلها‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار بنحوه، وأبو يعلى إلا أنه قال‏:‏ كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ببقيع الخيل فأقبل العباس فقال‏:‏ فذكر نحوه‏.‏ والطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال‏:‏ خرج النبي صلى الله عليه وسلم يجهز جيشاً فنظر إلى العباس فقال، وفيه محمد بن طلحة التيمي، وثقه غير واحد، وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح‏.‏

15471- وعن سهل بن سعد الساعدي قال‏:‏ استأذن العباس بن عبد المطلب النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة فقال له‏:‏ ‏"‏يا عم أقم مكانك الذي أنت فيه فإن الله عز وجل يختم بك الهجرة كما ختم بي النبوة‏"‏‏.‏

رواه أبي يعلى والطبراني وفيه أبو مصعب إسماعيل بن قيس وهو متروك‏.‏

15472- وعن عروة بن الزبير قال‏:‏ كان العباس أسلم وأقام على سقايته ولم يهاجر‏.‏

رواه الطبراني مرسلاً وإسناده حسن‏.‏

15473- وعن الحسن بن علي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏احفظوني في العباس فإنه بقية آبائي‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

15474- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏استوصوا بالعباس خيراً فإنه بقية آبائي فإنما عم الرجل صنو أبيه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد الله بن خراش، وهو ضعيف ووثقه ابن حبان وقال‏:‏ ربما أخطأ، وبقية رجاله وثقوا‏.‏

15475- وعن عصمة قال‏:‏ دخل العباس بن أبي طالب يوماً إلى المسجد فسلم عليهم فنظر إلى الكراهية في وجوههم فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته فقال‏:‏ يا رسول الله ما لي إذا دخلت المسجد أرى الكراهية في وجوه الناس‏؟‏‏!‏ فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل المسجد فقال‏:‏

‏"‏يا معشر الناس لن تؤمنوا بالله ولن تكونوا مؤمنين حتى تحبوا عباساً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف‏.‏

15476- وعن سهل بن سعد قال‏:‏ أقبل النبي صلى الله عليه وسلم من غزاة له في يوم حار فوضع له ماء يتبرد به فجاء العباس فولاه ظهره وستره بكساء كان عليه، فقال‏:‏ ‏"‏من هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ عمك العباس يا رسول الله، فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حتى طلعت علينا من الكساء قال‏:‏ ‏"‏سترك الله يا عم وذريتك من النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه أبو مصعب إسماعيل بن قيس وهو ضعيف‏.‏

15477- وعن سهل بن سعد قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس‏:‏

‏"‏أنا خاتم النبيين‏"‏‏.‏ ثم رفع يديه وقال‏:‏ ‏"‏اللهم اغفر للعباس وأبناء العباس وأبناء أبناء العباس‏"‏‏.‏

رواه الطبراني عن شيخه عبد الرحمن بن حاتم المرادي وهو متروك‏.‏

15478- وعن عبد الله بن الغسيل قال‏:‏ كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بالعباس وقال‏:‏

‏"‏يا عم اتبعني ببنيك‏"‏‏.‏ فانطلق بستة من بنيه‏:‏ الفضل وعبد الله وعبيد الله وعبد الرحمن وقثم ومعبد، فأدخلهم النبي صلى الله عليه وسلم بيتاً وغطاهم بشملة له سوداء مخططة بحمرة وقال‏:‏ ‏"‏اللهم أهل بيتي وعترتي، فاسترهم من النار كما سترتهم بهذه الشملة‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فما بقي في البيت مدر ولا باب إلا أمن‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

15479- وعن أبي أسيد الساعدي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب‏:‏

‏"‏لا ترم منزلك وبنوك غداً حتى آتيكم، فإن لي فيكم حاجة‏"‏‏.‏ فانتظروه حتى بعدما أضحى، فدخل عليهم فقال‏:‏

‏"‏السلام عليكم‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، قال‏:‏ ‏"‏كيف أصبحتم‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ بخير نحمد الله، قال‏:‏ ‏"‏تقاربوا بزحف بعضكم إلى بعض‏"‏‏.‏ حتى إذا أمكنوه اشتمل عليهم بملاءته ثم قال‏:‏ ‏"‏يا رب هذا عمي وصنو أبي وهؤلاء أهل بيتي فاسترهم من النار كستري إياهم بملاءتي هذه‏"‏‏.‏ فأمنت أسكفة الباب وحوائط البيت فقالت‏:‏ آمين آمين آمين‏.‏

قلت‏:‏ روى ابن ماجة بعضه في الأدب‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

15480- وعن ابن عباس قال‏:‏

كان لأبي بكر مجلس من النبي صلى الله عليه وسلم لا يقوم عنه إلا للعباس، فكان يسر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل العباس يوماً فزال له أبو بكر عن مجلسه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما لك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ يا رسول الله عمك قد أقبل، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أقبل على أبي بكر مبتسماً فقال‏:‏ ‏"‏هذا العباس قد أقبل وعليه ثياب بيض، وسيلبس ولده من بعده السواد، ويملك منهم اثنا عشر رجلاً‏"‏‏.‏ فلما جاء العباس قال‏:‏ يا رسول الله قلت لأبي بكر‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏ما قلت إلا خيراً‏"‏‏.‏ قال‏:‏ صدقت بأبي وأمي ولا تقول إلا خيراً، قال‏:‏ ‏"‏قلت قد أقبل العباس عمي وعليه ثياب بياض، وسيلبس ولده من بعده السواد، ويملك منهم اثنا عشر رجلاً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

15481- وعن عبد الله بن حارثة قال‏:‏ لما أن قدم صفوان بن أمية الجمحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏على من نزلت يا أبا وهب‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نزلت على العباس، قال‏:‏ ‏"‏على أشد قريش لقريش حباً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

15482- وعن أبي رزين قال‏:‏ قيل للعباس‏:‏ أيما أكبر أنت أم النبي صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال‏:‏ هذا أكبر مني، وأنا ولدت قبله‏.‏ وكان العباس أسن من النبي صلى الله عليه وسلم ولد قبل الفيل بثلاث سنين‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15483- عن الهيثم بن عدي قال‏:‏ هلك العباس بن عبد المطلب وابن مسعود وأبو سفيان بن حرب لتسع سنين مضت من إمارة عثمان، وبعض الناس يقول‏:‏ هلك سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان رضي الله عنهما‏.‏

15484- وبلغني أن عبد المطلب كف بصره، وكف بصر العباس، وكف بصر عبد الله بن العباس‏.‏

15485- وبلغني أن العباس كان له عشرة أولاد ذكور سوى الإناث، فمن ولده‏:‏ الفضل بن العباس، وعبد الله وقثم وعبد الرحمن ومعبد وأم حبيب‏.‏ وأم ولد العباس هؤلاء‏:‏ أم الفضل الصغرى، واسمها‏:‏ لبابة بنت الحارث بن حزن بن قيس غيلان، وكانت قديمة الإسلام أسلمت بمكة، وفي أم الفضل يقول الشاعر‏:‏

ما ولدت نجيبة من فحل * بجبل نعلمه أو سهل

كستة من بطن أم الفضل * أكرم بها من كهلة وكهل

عم النبي المصطفى ذي الفضل * وخاتم الرسل وخير الرسل‏.‏

والحارث بن العباس أمه حجيلة بنت جندب بن ربيعة من ولد تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة‏.‏

وأمه بنت العباس تزوجها العباس بن عتبة بن أبي لهب‏.‏

وصفية هي أخت الحارث لأبيه وأمه، ويقول بعض الناس‏:‏ لا بل أمها غير أم الحارث‏.‏

وكثير بن العباس وعون بن العباس وروح وتمام بن العباس - وكان أصغر ولد أبيه - يقال‏:‏ إن تماماً أخو كثير لأبيه وأمه، وفي تمام يقول العباس بن عبد المطلب‏:‏

تموا بتمام فصاروا عشرة

يا رب فاجعلهم كراماً بررة

اجعلهم ذكرى وأنم الثمرة

رواه الطبراني، والهيثم بن عدي متروك‏.‏

15486- وعن الهيثم بن عدي قال‏:‏ هلك الفضل بن العباس قبل أبيه بأربع سنين، سنة ثمان وعشرين‏.‏

وقد اختلفوا في موت الفضل بن العباس، فقال بعض الناس‏:‏ استشهد بالشام يوم أجنادين، وقيل‏:‏ يوم مرج الصفر، وكان اليومان جميعاً سنة ثلاث عشرة، ويقال‏:‏ استشهد يوم اليرموك سنة خمس عشرة، ويقال‏:‏ مات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، وتوفي وهو ابن إحدى وعشرين سنة‏.‏

رواه الطبراني، والهيثم متروك‏.‏

  باب مناقب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه

15487- قال الطبراني‏:‏ جعفر بن أبي طالب الطيار في الجنة رضي الله عنه، يكنى أبا عبد الله، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم‏.‏

15488- وعن أبي جحيفة قال‏:‏ قدم جعفر بن أبي طالب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أرض الحبشة فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عينيه وقال‏:‏ ‏"‏ما أدري أنا بقدوم جعفر أسر أم بفتح خيبر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الثلاثة، وفي رجال الكبير أنس بن سلم ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

15489- وعن الشعبي قال‏:‏ لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح خيبر قيل له‏:‏ قد قدم جعفر من عند النجاشي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا أدري أيهما أنا أشد فرحاً بقدوم جعفر أو فتح خيبر‏"‏‏.‏ فأتاه فقبل ما بين عينيه

قلت‏:‏ روى أبو داود منه أنه قبّل بين عينيه‏.‏ فقط‏.‏

رواه الطبراني مرسلاً ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15490- وعن جابر قال‏:‏ لما قدم جعفر من الحبشة عانقه النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

15491- وعن جابر قال‏:‏ لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة تلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما نظر جعفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خجل إعظاماً منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عينيه وقال‏:‏ ‏"‏يا حبيبي أشبه الناس بخلقي وخلقي، وخلقت من الطينة التي خلقت منها‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ فذكر الحديث وقد تقدم في كتاب الخلافة‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط، وفيه مكي بن عبد الله الرعيني وهذا من مناكيره‏.‏

15492- وعن عبد الله بن أسلم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجعفر‏:‏ ‏"‏أشبهت خلقي وخلقي‏"‏‏.‏

رواه أحمد وإسناده حسن‏.‏

15493- وعن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجعفر‏:‏

‏"‏خلقك كخلقي، وأشبه خلقي خلقك، فأنت مني وأنت يا علي فمني وأبو ولدي‏"‏‏.‏

رواه الطبراني عن شيخه أحمد بن عبد الرحمن بن عفال وهو ضعيف‏.‏

15494- عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن جعفر مر مع جبريل صلى الله عليه وسلم وميكائيل له جناحان عوضه الله من يديه فسلم ثم أخبرني كيف كان أمره حيث لقي المشركين، فلذلك سمي جعفر الطيار في الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات‏.‏

15495- وبسنده قال‏:‏ بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة منه إذ رد السلام، ثم قال‏:‏ ‏"‏يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل صلى الله عليهما، مروا فسلموا علينا فرددت عليهم السلام وأخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا، فأصبت في جسدي من مقاديمي ثلاثاً وسبعين بين طعنة وضربة، ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى فقطعت، ثم أخذته باليسار فقطعت، فعوضني الله من يدي جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل في الجنة أنزل بهما حيث شئت، وآكل من ثمارها ما شئت‏"‏‏.‏ فقالت أسماء‏:‏ هنيئاً لجعفر ما رزقه الله من الخير، ولكني أخاف أن لا يصدقني الناس فاصعد المنبر فأخبر الناس يا رسول الله‏.‏ فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏

‏"‏أيها الناس إن جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل له جناحان عوضه الله من يديه، يطير بهما في الجنة حيث شاء فسلم علي‏"‏‏.‏ فأخبر كيف كان أمرهم حين لقي المشركين، فاستبان للناس بعد ذلك أن جعفراً لقيهم، فسمي جعفر الطيار في الجنة‏.‏

15496- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏رأيت جعفر بن أبي طالب ملكاً يطير في الجنة ذا جناحين يطير بهما حيث شاء مقصوصة قوادمه بالدماء‏"‏‏.‏

رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن‏.‏

15497- وعن ابن عباس قال‏:‏ لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب، دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أسماء بنت عميس فوضع عبد الله ومحمد ابني جعفر على فخذه ثم قال‏:‏

‏"‏إن جبريل أخبرني أن الله استشهد جعفراً وأن له جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏

‏"‏اللهم اخلف جعفراً في ولده‏"‏‏.‏

رواه الطبراني، وفيه عمر بن هارون وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات‏.‏

15498- وعن عبد الله بن جعفر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏هنيئا لك يا عبد الله بن جعفر، أبوك يطير مع الملائكة في السماء‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

15499- وعن سالم بن أبي الجعد قال‏:‏ أريهم النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فرأى جعفراً ملكاً ذا جناحين مضرجين بالدماء، وزيد مقابله على السرير‏.‏

رواه الطبراني مرسلاً بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح‏.‏

قلت‏:‏ ويأتي حديث في فضل زيد بن حارثة وفيه فضل جعفر وعلي‏.‏

15500- وعن الشعبي‏:‏ أن جعفراً قتل يوم مؤتة بالبلقاء‏.‏

رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15501- وعن عبد الله بن جعفر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏علي أصلي، وجعفر فرعي - أو جعفر أصلي وعلي فرعي - ‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

  باب ما جاء في عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه

15502- عن أبي إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعقيل بن أبي طالب‏:‏

‏"‏يا أبا يزيد إني أحبك حبين‏:‏ حباً لقرابتك وحباً لما كنت أعلم من حب عمي إياك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني مرسلاً ورجاله ثقات‏.‏

15503- قال الطبراني‏:‏ وقد حضر فتح خيبر، وقسم له النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر‏.‏

  باب ما جاء في أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه

15504- قال الطبراني‏:‏ المغيرة أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، أسلم يوم الفتح، لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطريق، وكان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، توفي سنة عشرين‏.‏

15505- وعن أبي حبة البدري قال‏:‏

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين لا ينظر في ناحية إلا رأى أبا سفيان بن الحارث يقاتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن أبا سفيان خير أهلي - أو من خير أهلي - ‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن‏.‏

  باب فضل زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنه

15507- عن محمد بن إسحاق قال‏:‏ زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد الله بن رفيدة بن كليب بن وبرة بن الحارث بن قضاعة‏.‏

ويقال‏:‏ إن أم زيد‏:‏ سعاد بنت زيد بن طيئ‏.‏

15508- قال ابن هشام‏:‏

وكان حكيم بن حزام قدم من الشام بزيد بن حارثة وصيفاً، فاستوهبته منه عمته خديجة، وهي يومئذ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن شئت فأقم معي، وإن شئت فانطلق مع أبيك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ لا بل أقيم عندك، فلم يزل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله فصدقه وأسلم وصلى معه، فلما أنزل الله عز وجل‏:‏ ‏{‏ادعوهم لآبائهم‏}‏‏.‏ قال‏:‏ أنا زيد بن حارثة‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

15508- وبسنده عن ابن عباس قال‏:‏ أسلم زيد بن حارثة بعد علي، فكان أول من أسلم بعده‏.‏

5509- وعن ابن شهاب قال‏:‏ أول من أسلم زيد بن حارثة‏.‏

رواه الطبراني مرسلاً وإسناده حسن‏.‏

15510- وعن أسامة بن زيد قال‏:‏ اجتمع جعفر وعلي وزيد بن حارثة، فقال جعفر‏:‏ أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ وقال علي‏:‏ أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ وقال زيد‏:‏ أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقالوا‏:‏ انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نسأله‏.‏

قال أسامة‏:‏ فجاءوا يستأذنونه فقال‏:‏ ‏"‏اخرج فانظر من هؤلاء‏؟‏‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ هذا جعفر وعلي وزيد، ما أقول أبي، قال‏:‏ ‏"‏ائذن لهم‏"‏‏.‏ فدخلوا فقالوا‏:‏ يا رسول الله من أحب إليك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏فاطمة‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ نسألك عن الرجال، قال‏:‏ ‏"‏أما أنت يا جعفر فأشبه خلقك خلقي، وأشبه خلقك خلقي، وأنت مني وشجرتي‏.‏ وأما أنت يا علي فختني وأبو ولدي، وأنا منك وأنت مني‏.‏ وأما أنت يا زيد فمولاي ومني، وأحب القوم إلي‏"‏‏.‏

رواه الترمذي باختصار‏.‏

رواه أحمد وإسناده حسن‏.‏

15511- وعن عائشة قالت‏:‏ لما أصيب زيد بن حارثة جيء بأسامة بن زيد فأوقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخر ثم عاد من الغد فوقف بين يديه فقال‏:‏

‏"‏ألاقي منك اليوم ما لقيت منك أمس‏"‏‏.‏

رواه البزار عن شيخه عمر بن إسماعيل بن مجالد وهو كذاب‏.‏

15512- وعن زيد بن حارثة أنه قال‏:‏ يا رسول الله آخيت بيني وبين حمزة بن عبد المطلب‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن صالح الأزدي وهو ثقة‏.‏

 أبواب في مناقب أبناء العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم

  باب مناقب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما

15513- عن ابن عباس قال‏:‏ لما كان النبي صلى الله عليه وسلم بالشعب أتى أبي النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا محمد ما أرى أم الفضل إلا قد اعتلمت على جمل، قال‏:‏ ‏"‏لعل الله أن يقر أعيننا بغلام‏"‏‏.‏ فأتى بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في خرقتي فحنكني‏.‏

قال مجاهد‏:‏ لا نعلم أحداً حنك بريق النبوة غيره‏.‏

رواه الطبراني متصلاً ورجاله وثقوا وفيهم ضعف، ورواه مختصراً بإسناد منقطع‏.‏

15514- وعن ابن عباس قال‏:‏ حدثنتي أم الفضل بنت الحارث قالت‏:‏ بينا أنا مارة والنبي صلى الله عليه وسلم في الحجر فقال‏:‏ ‏"‏يا أم الفضل‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ لبيك يا رسول الله، قال‏:‏ ‏"‏إنك حامل بغلام‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ كيف وقد تحالفت قريش لا يولدون النساء‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏هو ما أقول لك، فإذا وضعتيه فائتيني به‏"‏‏.‏ فلما وضعته أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه عبد الله، وألباه بريقه، قال‏:‏ ‏"‏اذهبي به، فلتجدنه كيِّساً‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فأتيت العباس فأخبرته

فتبسم، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رجلاً جميلاً مديد القامة، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قام إليه فقبل ما بين عينيه وأقعده عن يمينه، ثم قال‏:‏ ‏"‏هذا عمي، فمن شاء فليباه بعمه‏"‏‏.‏ فقال العباس‏:‏ بعض القول يا رسول الله قال‏:‏ ‏"‏ولم لا أقول وأنت عمي وبقية آبائي‏؟‏‏!‏ والعم والد‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

  باب جامع فيما جاء في علمه وما سئل عنه وغير ذلك

15505- عن ابن عباس‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على كتفي أو على منكبي - شك سعيد - ثم قال‏:‏ ‏"‏اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح غير قوله‏:‏ ‏"‏وعلمه التأويل‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني بأسانيد، وله عند البزار والطبراني‏:‏

‏"‏اللهم علمه تأويل القرآن‏"‏‏.‏

ولأحمد طريقان رجالهما رجال الصحيح‏.‏

15516- وعن ابن عباس قال‏:‏ دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏نعم ترجمان القرآن أنت‏"‏‏.‏ ودعا لي جبريل عليه السلام مرتين‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف‏.‏

15517- وعن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على رأس ابن عباس فقال‏:‏ ‏"‏اللهم أعطِ الحكمة وعلمه التأويل‏"‏‏.‏ ووضع يده على صدره فوجد

عبد الله بردها في صدره ثم قال‏:‏ ‏"‏اللهم احش جوفه علماً وحلماً‏"‏‏.‏ فلم يستوحش في نفسه إلى مسألة أحد من الناس، ولم يزل خير هذه الأمة حتى قبضه الله‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

15518- وعن ابن عباس قال‏:‏ كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده رجل يناجيه، فكان كالمعرض عن أبي، فخرجنا من عنده فقال أبي‏:‏ أي بني، ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني‏؟‏ فقلت‏:‏ يا أبت إنه كان عنده رجل يناجيه، قال‏:‏ فرحنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أبي‏:‏ يا رسول الله، قلت لعبد الله كذا وكذا فأخبرني أنه كان عندك رجل يناجيك، فهل كان عندك أحد‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏وهل رأيته يا عبد الله‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏"‏فإن ذلك جبريل عليه السلام هو الذي شغلني عنك‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجالها رجال الصحيح‏.‏

15519- وعن ابن عباس قال‏:‏ مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثياب بيض وهو يناجي دحية بن خليفة الكلبي وهو جبريل عليه السلام وأنا لا أعلم، فلم يسلم فقال جبريل‏:‏ يا محمد من هذا‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏هذا ابن عمي، هذا ابن عباس‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ما أشد وضح ثيابه، أما إن ذريته ستسود بعده، لو سلم علينا رددنا عليه‏.‏ فلما رجعت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما منعك أن تسلم‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ بأبي وأمي رأيتك تناجي دحية بن خليفة، فكرهت أن تنقطع عليكما مناجاتكما قال‏:‏ ‏"‏وقد رأيت‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏"‏أما إنه سيذهب بصرك ويرد عليك في موتك‏"‏‏.‏

قال عكرمة‏:‏ فلما قبض ابن عباس ووضع علي سريره، جاء طائر شديد الوهج فدخل في أكفانه، فأرادوا نشر ‏[‏أكفانه‏]‏ فقال عكرمة‏:‏ ما تصنعون‏؟‏ هذه بشرى

رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قال له، فلما وضع في لحده تلقى بكلمة سمعها من على شفير قبره ‏{‏يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي‏}‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

15520- وعن ابن عباس قال‏:‏ بعث العباس بعبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة فوجد معه رجلاً فرجع ولم يكلمه، فقال‏:‏ ‏"‏رأيته‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏"‏ذاك جبريل، أما إنه لن يموت حتى يذهب بصره ويؤتى علماً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني بأسانيد ورجاله ثقات‏.‏

15521- وعن ابن عباس قال‏:‏ لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل‏:‏ هلم فلنتعلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم كثير، فقال‏:‏ العجب والله لك يا ابن عباس‏!‏ أترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس من ترى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏!‏ فركبت ذلك وأقبلت على المسألة، وتتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجده قائلاً فأتوسد ردائي على باب داره تسفي الرياح على وجهي حتى يخرج إلي، فإذا رآني قال‏:‏ يا ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لك‏؟‏‏.‏ قلت‏:‏ حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحببت أن أسمعه منك، فيقول‏:‏ هلا أرسلت إلي فآتيك، فأقول‏:‏ أنا كنت أحق أن آتيك، وكان ذلك الرجل يراني، فذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد احتاج الناس إلي فيقول‏:‏ أنت أعلم مني‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15522- وعن عبد الملك بن ميسرة ‏[‏عن طاوس‏]‏ قال‏:‏ جالست سبعين أو ثمانين شيخاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحد منهم خالف ابن عباس، فيلتقيان إلا قال‏:‏ القول كما قلت، أو قال‏:‏ صدقت‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15523- عن أبي بكر الهذلي قال‏:‏ دخلت على الحسن فقلت‏:‏ إن ابن عباس من القرآن بمنزلة، قال‏:‏ كان عمر يقول‏:‏ ذاكم فتى الكهول إن له لساناً سؤولاً، وقلباً عقولاً، كان يقوم على منبرنا هذا - أحسبه قال‏:‏ - عشية عرفة فيقرأ سورة البقرة وآل عمران ‏[‏ثم‏]‏ يفسرهما آية آية، وكان يتجه نجداً غرباً‏.‏

رواه الطبراني وأبو بكر الهذلي ضعيف‏.‏

15524- عن ابن عباس أن هرقل كتب إلى معاوية وقال‏:‏ إن كان بقي فيهم من النبوة فيجيبوني عما أسألهم عنه وكتب إليه يسأله عن المجرة، وعن القوس وعن البقعة التي لم تصبها الشمس إلا ساعة واحدة‏.‏

قال‏:‏ فلما أتى معاوية الكتاب والرسول قال‏:‏ إن هذا شيء ما كنت أراه أسأل عنه إلى يومي هذا، فطوى معاوية الكتاب - كتاب هرقل - فبعث به إلى ابن عباس فكتب إليه‏.‏

إن القوس أمان لأهل الأرض من الغرق، والمجرة باب السماء الذي تنشق منه

وأما البقعة التي لم تصبها الشمس إلا ساعة من نهار، فالبحر الذي أفرج عن بني إسرائيل‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15525- عن الضحاك بن مزاحم الهلالي قال‏:‏ خرج نافع بن الأزرق ونجده بن عويمر في نفر من رؤوس الخوارج ينقرون عن العلم ويطلبونه، حتى قدموا مكة، فإذا هم بعبد الله بن عباس قاعداً قريباً من زمزم، وعليه رداء له أحمر وقميص، فإذا ناس قيام يسألونه عن التفسير يقولون‏:‏ يا أبا عباس ما تقول في كذا وكذا‏؟‏ فيقول‏:‏ هو كذا وكذا‏.‏ فقال له نافع‏:‏ ما أجرأك يا ابن عباس على ما تخبر به منذ اليوم‏!‏ فقال له ابن عباس‏:‏ ثكلتك أمك وعدمتك، ألا أخبرك من هو أجرأ مني‏؟‏ قال‏:‏ من هو يا ابن عباس‏؟‏ قال‏:‏ رجل تكلم بما ليس له به علم، أو رجل كتم علماً عنده‏.‏ قال‏:‏ صدقت يا ابن عباس إني أتيتك لأسألك، قال‏:‏ هات يا ابن الأزرق فسل، قال‏:‏ أخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس‏}‏ ما الشواظ‏؟‏ قال‏:‏ اللهب الذي لا دخان فيه‏.‏ قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم، أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت‏:‏

ألا من مبلغ حسان عني * مغلغلة تذب إلى عكاظ

أليس أبوك قيناً كان فينا * إلى القينات فسلا في الحفاظ

يمانياً يظل يشب كيراً * وينفخ دائباً لهب الشواظ

قال‏:‏ صدقت‏.‏ فأخبرني عن قوله‏:‏ ‏{‏ونحاس فلا تنتصران‏}‏‏.‏ قال‏:‏ الدخان الذي

لا لهب فيه، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان يقول‏:‏

يضيء كضوء سراج السليط * لم يجعل فيه نحاسا

يعني دخاناً، قال‏:‏ صدقت‏.‏ فأخبرني عن قول الله‏:‏ ‏{‏أمشاج نبتليه‏}‏‏.‏ قال‏:‏ ماء الرجل وماء المرأة إذا اجتمعا في الرحم كان مشيجاً‏.‏ قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول أبي ذؤيب الهذلي وهو يقول‏:‏

كأن النصل والقوقين منه * خلال الريش سيط به مشيج

قال‏:‏ صدقت‏.‏ فأخبرني عن قول الله تعالى‏:‏ ‏{‏والتفت الساق بالساق‏}‏ ما الساق بالساق‏؟‏ قال‏:‏ الحرب، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم، أما سمعت قول أبي ذؤيب‏:‏

أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها * وإن شمرت الحرب عن ساقها شمرا

قال‏:‏ صدقت‏.‏ فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏بنين وحفدة‏}‏ ما البنين والحفدة‏؟‏ قال‏:‏ أما بنوك فإنهم يتعاطونك، وأما حفدتك فإنهم خدمك‏.‏ قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت‏:‏

حفد الولائد حولهن وألقيت * بأكفهن أزمة الأحمال

قال‏:‏ صدقت‏.‏

فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏إنما أنت من المسحرين‏}‏ قال‏:‏ من المخلوقين، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت الثقفي وهو يقول‏:‏

فإن تسألينا مم نحن فإننا * عصافير من هذا الأنام المسحر

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏فنبذناه في اليم وهو مليم‏}‏ ما المليم‏؟‏ قال‏:‏ المذنب، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت وهو يقول‏:‏

بعيد من الآفات لست لها بأهل * ولكن المسيء هو المليم

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏قل أعوذ برب الفلق‏}‏ ما الفلق‏؟‏ قال‏:‏ هو الصبح، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة وهو يقول‏:‏

الفارج الهم مبذول عساكره * ما يفرج ضوء الظلمة الفلق

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم‏}‏ ما الأساة‏؟‏ قال‏:‏ لا تحزنوا‏.‏ قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة‏:‏

قليل الأسى فيما أتى الدهر دونه * كريم الثناء حلو الشمائل معجب

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏إنه ظن أنه لن يحور‏}‏ ما يحور‏؟‏ قال‏:‏ يرجع، قال‏:‏ هل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة‏:‏

وما المرء إلا كشهاب وضوئه * يحور رماداً بعد إذ هو ساطع

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏يطوفون بينها وبين حميم آن‏}‏ ما الآن‏؟‏ قال‏:‏ الذي انتهى حره، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم، أما سمعت قول نابغة بني ذبيان‏:‏

فإن يقبض عليك أبو قبيس * تحط بك المنية في هوان

وتخضب لحية غدرت وخانت * بأحمر من نجيع الجوف آن

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏فأصبحت كالصريم‏}‏ ما الصريم‏؟‏ قال‏:‏ الليل المظلم، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول نابغة بني ذبيان‏:‏

لا تزجروا مكفهراً لا كفاء له * كالليل يخلط أصراماً بأصرام

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏إلى غسق الليل‏}‏ ما غسق الليل‏؟‏ قال‏:‏

إذا أظلم قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت بقول النابغة‏:‏

كأنما جد ما قالوا وما عدوا * آل تضمنه من دامس غسق

قال أبو خليفة‏:‏ الآل‏:‏ الشراب‏.‏ قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏وكان الله على كل شيء مقيتاً‏}‏ ما المقيت‏؟‏ قال‏:‏ قادر، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت النابغة يقول‏:‏

وذي ضغن كففت النفس عنه * وإني في مساءته مقيت

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏والليل إذا عسعس‏}‏‏؟‏ قال‏:‏ إقبال سواده، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول امرئ القيس‏:‏

عسعس حتى لو يشأ أدنى * كان له من ضوء نوره مقبس

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏وأنا به زعيم‏}‏ قال‏:‏ الزعيم الكفيل، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول امرئ القيس‏:‏

وإني زعيم إن رجعت مملكاً * بسير يرى منه الغرانق أزورا

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏وفومها‏}‏ ما الفوم‏؟‏ قال‏:‏ الحنطة، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول أبي ذؤيب الهذلي‏:‏

قد كنت أحسبني كأغنى وافد * قدم المدينة عن زراعة فوم

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏والأزلام‏}‏ ما الأزلام‏؟‏ قال‏:‏ القداح، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول الحطيئة‏:‏

لا يزجر الطير إن مرت به سنحاً * ولا يقام له قدح بأزلام

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة‏}‏‏؟‏ قال‏:‏ أصحاب الشمال، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى حيث يقول‏:‏

نزل الشيب بالشمال قريباً * والمرورات دانياً وحقيرا

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏وإذا البحار سجرت‏}‏‏؟‏ قال‏:‏ اختلط ماؤها بماء الأرض، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى‏:‏

لقد عرفت ربيعة في جذام * وكعب حالها وابنا ضرار

لقد نازعتم حسـباً قديماً * وقد سجرت بحارهم بحارى

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏والسماء ذات الحبك‏}‏ ما الحبك‏؟‏ قال‏:‏ الطرائق، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى‏:‏

مكلل بأصول النجم تنسجه * ريح الشمال لضاح ما به حبك

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة‏}‏‏؟‏ قال‏:‏ ارتفعت عظمة ربنا قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول طرفة بن العبد للنعمان بن المنذر‏:‏

إلى ملك يضرب الدارعين * لم ينقص الشيب منه قبالا

أتـرفع جـدك أني امرؤ * سقتني الأعادي سجالاً سجالا

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏حتى تكون حرضاً‏}‏‏؟‏ قال‏:‏ الحرض‏:‏ الباكي، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول طرفة بن العبد‏:‏

أمن ذكر ليلى إن نأت غربة بها * أعد حريضاً للكرام محرما

قال‏:‏ صدقت‏.‏

فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏وأنتم سامدون‏}‏‏؟‏ قال‏:‏ لاهون، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول هزيلة بنت بكر وهي تبكي عاداً‏:‏

نعيت عـاد لصمـا * وأتى سعد شـريدا

قيل‏:‏ قم فانظر إليهم * ثم دع عنك السمودا

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏إذا اتسق‏}‏ ما اتساقه‏؟‏ قال‏:‏ إذا اجتمع، قال‏:‏ فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول أبي صرمة الأنصاري‏:‏

إن لنا قلائصاً نفانقا * مستوسقات لو تجدن سائقا

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ الأحد الصمد، أما الأحد فقد عرفناه، فما ‏{‏الصمد‏}‏‏؟‏ قال‏:‏ الذي يصمد إليه في الأمور كلها، قال‏:‏ فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت بقول الأسدية‏:‏

ألا بكر الناعي بخبر بني أسد * بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يلق أثاماً‏}‏ ما الأثام‏؟‏ قال‏:‏ الجزاء، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول بشر بن أبي حازم الأسدي‏:‏

وإن مقامنا يدعو عليهم * بأبطح ذي المجاز له أثام

قال‏:‏ صدقت‏.‏

فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏وهو كظيم‏}‏‏؟‏ قال‏:‏ الساكت، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول زهير بن خزيمة العبسي‏:‏

فإن تك كاظماً بمصاب شاس * فإني اليوم منطلق اللسان

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏أو تسمع لهم ركزاً‏}‏ ما ركزاً‏؟‏ قال‏:‏ صوتاً، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول خراش بن زهير‏:‏

فإن سمعتم بخيل هابط شرفاً * أو بطن قفٍّ فأخفوا الركز واكتتموا

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏إذ تحسونهم بإذنه‏}‏‏؟‏ قال‏:‏ إذ تقتلونهم بإذنه، قال‏:‏ وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول عتبة الليثي‏:‏

نحسهم بالبيض حتى كأنما * نفلق منهم بالجماجم حنظلاً

قال‏:‏ صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏يا أيها النبي إذا طلقتم النساء‏}‏ هل كان الطلاق يعرف في الجاهلية‏؟‏ قال‏:‏ نعم طلاقاً بائناً ثلاثاً، أما سمعت قول أعشى بن قيس بن ثعلبة حين أخذه أختانه غيرة فقالوا‏:‏ إنك قد أضررت بصاحبتنا، وإنا نقسم بالله أن لا نضع العصا عنك أو تطلقها، فلما رأى الجد منهم وإنهم فاعلون به شراً قال‏:‏

أجارتنا بيني فإنك طالقه * كذاك أمور الناس غاد وطارقه

فقالوا‏:‏ والله لتبيتن لها الطلاق أو لا نضع العصا عنك، فقال‏:‏

فبيني حصان الفرج غير دميمة * وماوموقة منا كما أنت وامقه

فقالوا‏:‏ والله لتبينن لها الطلاق أو لا نضع العصا عنك، فقال‏:‏

فبيني فإن البين خير من العصا * وأن لا تزال فوق رأسك وبارقه

فأبانها بثلاث تطليقات‏.‏

رواه الطبراني وفيه جويبر وهو ضعيف‏.‏

15526- وعن ابن عباس قال‏:‏ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الليل، فصليت خلفه، فأخذ بيدي فجرني حتى جعلني حذاءه، فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على صلاته خنست ‏(‏تراجعت إلى الوراء‏)‏ فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف قال‏:‏ ‏"‏ما شأنك أجعلك حذائي فتخنس‏؟‏‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله وينبغي لأحد أن يصلي بحذائك وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أعطاك الله‏؟‏ قال‏:‏ فأعجبه، فدعا لي أن يزيدني الله علماً وفقهاً‏.‏ قلت‏:‏ فذكر الحديث‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15527- وعن ابن أبي ملكية قال‏:‏ شهدت ابن الزبير وابن عباس، فقال ابن الزبير لابن عباس‏:‏ أتذكر حين استقبلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جاء من سفر‏؟‏ قال‏:‏ نعم، فحملني أنا وغلاماً من بني هاشم وتركك‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح من رواية ابن الزبير وعبد الله بن جعفر، وهذا من حديث ابن عباس‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15528- عن ابن بريدة الأسلمي قال‏:‏ شتم رجل ابن عباس، فقال ابن عباس‏:‏ إنك لتشتمني وأنا فيّ ثلاث خصال، إني لآتي على الآية في كتاب الله فلوددت أن جميع الناس يعلمون ما أعلم، وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه فأفرح ولعلي لا أقاضى إليه أبداً، وإني لأسمع بالغيث قد أصاب البلد من بلاد المسلمين فأفرح وما لي به سائمة‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15529- وعن حسان بن ثابت قال‏:‏ بدت لنا معشر الأنصار حاجة إلى الوالي، وكان الذي طلبنا إليه أمراً صعباً فمشينا إليه برجال من قريش وغيرهم فكلموه وذكروا له وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا، فذكر لهم صعوبة الأمر فعذره القوم، وألح عليه ابن عباس فوالله ما وجد بداً من قضاء حاجته، فخرجنا حتى دخلنا المسجد، وإذا القوم أندية‏.‏ قال حسان‏:‏ فضحكت وأنا أسمعهم إنه والله كان أولاكم بها، إنها والله صبابة النبوة، ووراثة أحمد صلى الله عليه وسلم ويهديه أعراقه، وانتزاع شبه طباعه، فقال القوم أجمل يا حسان، فقال ابن عباس‏:‏ صدقوا، فأحمل فأنشأ يمدح ابن عباس رضي الله عنه فقال‏:‏

إذا ما ابن عبـاس بـدا لك وجهه * رأيت لـه في كل مجمعة فضـلا

إذا قـال لم يتـرك مقـالاً لقـائل * بملتقطات لا ترى بينهـا فضـلا

كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع * لذي أربة في القول جداً ولا هزلا

سـموت إلى العليـا بغير مشـقة * فنلت ذراها لا دنيا ولا وغلا

خُلقتَ حليفـاً للمروءة والنـدى * بليغاً ولم تخلق كهاماً ولا حلا

فقال الوالي‏:‏ والله ما أراد بالكهام ‏[‏الخبل‏]‏ غيري، والله بيني وبينه‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

15530- وعن يحيى بن بكير قال‏:‏ توفي عبد الله بن عباس سنة ثمان، وسنه ثنتان وسبعون سنة، وكان يصفر لحيته‏.‏ قال‏:‏ ولدت قبل الهجرة بثلاث سنين ونحن في الشعب، وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثلاث عشرة‏.‏

رواه الطبراني وإسناده منقطع‏.‏

15531- وعن حبيب بن أبي ثابت قال‏:‏ رأيت ابن عباس وله جمة‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15532- وعن محمد بن إسحاق قال‏:‏ كان ابن عباس عبد الله طويلاً مشرباً حمزة صفرة جسيماً وسيماً صبيح الوجه له صغيرتان‏.‏

رواه الطبراني وإسناده من قطع‏.‏

15533- وعن أبي إسحاق قال‏:‏

رأيت ابن عباس أيام منى طويل الشعر، عليه إزار فيه بعض الإسبال، وعليه رداء أصفر‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

15534- وعن ابن عباس قال‏:‏ توفي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن خمس عشرة سنة‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15535- وعن سعيد بن جبير قال‏:‏ مات ابن عباس بالطائف فشهدنا جنازته، فجاء طائر لم ير على خلقته حتى دخل في نعشه، ثم لم ير خارجاً منه، فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لم يدر من تلاها‏:‏ ‏{‏يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي‏}‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15536- وروى عن عبد الله بن يامين عن أبيه نحوه إلا أنه قال‏:‏ جاء طائر أبيض يقال له‏:‏ الغرنوق‏.‏

  باب منه فيه وفي إخوته رضي الله عنهم

15537- عن عبد الله بن الحارث قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثيراً بني العباس ويقول‏:‏

‏"‏من سبق إلي فله كذا وكذا‏"‏‏.‏ فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره، فيلتزمهم ويقبلهم‏.‏

رواه أحمد وإسناده حسن‏.‏